يبدو أن كلمة "أمك" أصبحت الرد الرسمي داخل الإدارة الأمريكية، حيث تكررت في حادثتين منفصلتين أثارتا جدلًا واسعًا خلال الأيام القليلة الماضية.
ففي واقعة جديدة، ردت وزارة الحرب الأمريكية (البنتاغون) باستخدام نفس العبارة بعد أن كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض قد سبقتها في استخدام الرد ذاته قبل أيام، ما فاجأ الأوساط الصحفية.
اقرأ ايضا: البيت الأبيض يفرض أوسع القيود على الإعلام منذ عودة ترامب
وكان أحد الصحفيين قد سأل عن سبب اختيار العاصمة المجرية بودابست لعقد القمة المستقبلية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، إلا أن الإجابة جاءت غير متوقعة: "أمُّكِ هي من اقترحت بودابست!"، وهو رد وصفه الكثيرون بالسخرية الفجة.
واعتقد البعض أن تلك الحادثة كانت مجرد استثناء، لكن ما حدث بعد ذلك أكد أن الأمر لم يكن كذلك، حيث كرر البنتاغون نفس الأسلوب مع نفس الصحفي، ليؤكد أن هذا الأسلوب قد أصبح جزءًا من طريقة التعامل مع الصحافة في ظل إدارة ترامب.
فالمرة هذه، لم تكن السخرية تأتي من رد فعل المتحدث باسم البيت الأبيض، بل من رد فعل أحد مسؤولي البنتاغون.
ففي لقاء جمع الرئيس ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لفتت ربطة عنق وزير الحرب الأمريكي، بيت هغسيث، انتباه الصحفيين، فهذه الربطة كانت تحمل ألوانًا مشابهة للعلم الروسي، وهو ما دفع المراسل، الذي يعمل في صحيفة "هافبوست"، إلى التساؤل عمّا إذا كان اختيار هذه الألوان يحمل دلالة سياسية معينة.
لكن الجواب جاء صادمًا؛ فبدلًا من تقديم إجابة رسمية على السؤال، أجاب أحد مسؤولي البنتاغون، بنبرة ساخرة مشابهة لتلك التي تلاقها من المتحدثة باسم البيت الأبيض سابقًا: "أمُّكِ هي من اشترَتها له!".
ورغم الجدل الواسع الذي أثارته ردود المتحدثة باسم البيت الأبيض، تكرر نفس الأسلوب من قبل البنتاغون، مما يبدو تأكيدًا من الإدارة الأمريكية على تجاهلها للانتقادات التي وُجهت إليها، وهذا التكرار يطرح تساؤلًا كبيرًا: هل سيكون هذا الأسلوب الساخر نهجًا ثابتًا للإدارة الأمريكية في تعاملها مع الصحافة في المستقبل؟.
اقرأ ايضا: “أنقذ القضية”.. "تمثال ذهبي" للرئيس السيسي احتفاءً بزيارته إلى بلجيكا
أما الصحفي الذي تعرض لهذا النوع من السخرية، فلا يعد مجهولًا، فقد أثار ضجة في عام 2021 بسبب كتابه الذي حمل عنوانًا مهينًا بحق الرئيس ترامب، ما قد يفسر الردود الساخرة التي تعرض لها.