تستعد مصر لنشر ما يقارب 1,100 جندي في الصومال، في خطوة عسكرية غير مسبوقة، ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام (AUSSOM)، وفقا لما أورده موقع "ناتسيف نت" الإسرائيلي.
وذكر الموقع الإسرائيلي - في تقرير- أن هذا التحرك يأتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية الحادة مع إثيوبيا بعد الافتتاح الرسمي لسد النهضة، وفي خضم خلاف البلدين على خلفية اتفاق بحري سابق بين أديس أبابا وإقليم صوماليلاند. والمفارقة الاستراتيجية أن مصر ستنضم إلى البعثة التي تعد فيها إثيوبيا أحد أكبر المساهمين بقواتها، ما يضع المتنافسين في نفس المسرح الأمني للمرة الأولى.
وكشف التقرير، عن أن وفدا عسكريا مصريا زار العاصمة الصومالية مقديشو مطلع الأسبوع الجاري لوضع اللمسات الأخيرة على انضمام القاهرة الرسمي إلى الدول المسهمة بالقوات في بعثة (AUSSOM). وتعد هذه أول مشاركة عسكرية مصرية من نوعها على الإطلاق في الصومال.
ويرى محللون أن المشاركة المصرية تمثل تحولا استراتيجيا في السياسة الخارجية للقاهرة، حيث تسعى لتعزيز نفوذها في منطقة القرن الأفريقي الحساسة. دعم حليف إقليمي (الصومال) في مواجهة خصم رئيسي (إثيوبيا) حول قضايا المياه والنفوذ. لعب دور أمني أوسع يتوافق مع رؤيتها كقوة إقليمية محورية.
وفي مشهد يعكس حذر التنافس الإقليمي، نقل التقرير عن سفير إثيوبيا لدى الصومال سليمان دادفو، قوله للإعلام الصومالي: "لا نشعر بالتهديد من الوجود العسكري المصري، لكننا أيضا لا نشعر بالارتياح."
يذكر أن مصر قدمت بالفعل مساعدات عسكرية للصومال في أغسطس 2024، ما أثار مخاوف حينها من تحول الخلاف المصري-الإثيوبي حول المياه إلى صراع أوسع، وهي مخاوف عادت لتطفو مجددا مع إعلان المشاركة في بعثة (AUSSOM).
