في شهادة تاريخية مثيرة، كشف الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى، كواليس القمة العربية التي انعقدت إبان غزو العراق للكويت عام 1990، والتي شهدت مشادات عنيفة وانقسامًا حادًا بين القادة العرب.
وأكد موسى - خلال مقابلة تلفزيونية- أن القمة كانت على وشك الانهيار دون إصدار قرار يدين الغزو، وهو ما أثار غضب الرئيس المصري الأسبق، محمد حسني مبارك، الذي كان يرى أن عدم صدور قرار حاسم سيجعل مصير الكويت "في مهب الريح".
وأضاف موسى، أن مبارك كان حاسمًا في موقفه، واقتنع بأن أي فشل في التوصل إلى قرار مشترك سيعتبر انتصارًا لرئيس النظام العراقي آنذاك، صدام حسين. وقال: "لو انتهت القمة إلى الاختلاف، فقد يكون ذلك انتصارًا لصدام حسين ويصبح مصير الكويت في مهب الريح، ويمكن للدول الكبرى التي تحمي أن يكون لديها حسابات أخرى".
وأوضح موسى، أن مبارك "حسمها فعلاً" بطلب التصويت الفوري على قرار الإدانة، والذي صدر بموافقة 12 دولة، ثم أنهى الاجتماع بشكل مفاجئ، وهو ما أثار غضب القادة الذين عارضوا القرار. وتابع موسى: "ياسر عرفات وقف وزعق، وأظن المندوب العراقي أيضاً، أما معمر القذافي فلم يرفع صوته ولكن كانت لديه طرق أخرى ولم يكن سعيداً، وحتى الجزائر لم تكن سعيدة".
وبشأن الخلاف حول اتخاذ القرار بالإجماع أم الأغلبية، أكد موسى أن الرئيس مبارك كان على حق في اللجوء إلى الأغلبية نظرًا لخطورة الموقف، قائلاً: "كنا في وقت حرب وغزو ويجب أن يصدر القرار بالأغلبية وليس بالإجماع، فلو لم يصدر القرار لتغير الوضع".
اقرأ ايضا: القمة المصرية الأوروبية.. خارطة طريق لحل الدولتين ودعوة لحماس
وأشار موسى- في ختام حديثه- إلى أن القرار الصادر عن القمة تم بفضل التنسيق المصري السعودي السوري الذي مهد الطريق لإصدار هذا القرار التاريخي.