أقر قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الإثنين، بانسحاب قواته من مدينة الفاشر في إقليم دارفور، مؤكدا أن الخطوة جاءت لمكان آمن، ووعد بـ "الاقتصاص لما حدث لأهل الفاشر"، وذلك غداة إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها الكاملة على المدينة بعد أشهر من المعارك.
جاء الإقرار الرسمي بالانسحاب متزامنا مع تحذيرات دولية عاجلة وخطيرة من الأمم المتحدة، حيث وصف الأمين العام أنتونيو غوتيريش ومفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك مدينة الفاشر بأنها في "وضع حرج للغاية".
اقرأ ايضا: عين على غزة وأخرى على الفاشر.. برك دماء وجثث في الشوارع
وحذر المسؤولان الأمميان من تزايد خطر "الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع الإثنية" بعد سيطرة الدعم السريع على آخر معاقل الجيش في دارفور.
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ إزاء تقارير تفيد بـ "انتهاكات للقانون الإنساني الدولي" تشمل الهجمات العشوائية، واستهداف المدنيين، والعنف القائم على النوع، والاعتداءات ذات الدوافع العرقية في الفاشر وبارا.
من جهته، كشف فولكر تورك عن تلقي مكتبه تقارير مروعة عن عمليات إعدام ميداني بحق مدنيين حاولوا الفرار من الفاشر، مشيرا إلى أن الأدلة تشير إلى دوافع إثنية وراء هذه الجرائم.
وأثار تقدم قوات الدعم السريع وسيطرتها على الفاشر، التي تعتبر معقلها الأساسي في الغرب وتضم حاليا كبار قادتها، مخاوف من تكريس انقسام جغرافي فعلي للبلاد. حيث قارن مسعد بولس كبير مستشاري البيت الأبيض للشؤون العربية والأفريقية، هذا السيناريو بالوضع في ليبيا، محذرا من أن السيطرة الكاملة للدعم السريع على دارفور ممكن يكون له تداعيات نوعا ما خطرة ومقلقة للمستقبل بما يتعلق بالتقسيم.
وأدت المعارك إلى نزوح نحو 26 ألف شخص، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة، وسط تقارير عن نقص حاد في الغذاء وارتفاع الأسعار. كما أكدت تقارير أن مقاتلي الدعم السريع يحتجزون مدنيين فارين في البلدات المحيطة بالفاشر، في محاولة لإنشاء مخيمات للنازحين.
اقرأ ايضا: أبوظبي ترد على اتهامات السودان: "هدفنا مثل واشنطن والرياض والقاهرة"
وشددت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، دينيس براون، على أن الفارين يعانون من الجفاف وسوء التغذية وصدمات نفسية، فيما تتزايد الدعوات الدولية لتحرك عاجل وملموس لضمان حماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة لإيصال المساعدات الأساسية.