أطلق وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، تحذيرا شديد اللهجة من أن تحركات الكنيست الإسرائيلي نحو فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية تشكل تهديدا لاتفاق السلام في غزة.
جاءت تصريحات روبيو، الخميس، قبيل صعوده إلى طائرته المتجهة إلى إسرائيل في زيارة رسمية.
اقرأ ايضا: نتنياهو يكشف 4 محاور للحرب في غزة.. ومخطط لإزالة تهديد الحوثيين
وصعد روبيو من لهجته تجاه حركة حماس، وأكد أن إدارة ترامب تعتبر الحركة "عقبة رئيسية" أمام إعادة الإعمار والحكم المدني السليم في القطاع.
وقال روبيو إن واشنطن "تشعر بقلق بالغ إزاء الأوضاع الإنسانية المتفاقمة"، مشددا على أن الأزمة الراهنة هي "نتيجة حكم حماس المباشر على المدنيين في غزة، وليست مجرد ضحية للحرب". وأشار إلى استعداد دول من خارج الشرق الأوسط للمساهمة في قوة دولية بقطاع غزة، ضمن جهود التسوية الدائمة وإعادة الإعمار.
تأتي تصريحات الوزير الأمريكي على وقع موافقة الكنيست الإسرائيلي بالقراءة التمهيدية على مشروعين قانونيين لفرض السيادة، رغم المعارضة العلنية من حزب الليكود وطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأجيل التصويت.
ومشروعا القانونين هما ضم الضفة الغربية بالكامل، والذي قدمه عضو الكنيست آفي ماعوز، ومر بأغلبية 25 مقابل 24، و فرض السيادة على مستوطنة "معاليه أدوميم"، والذي قدمه أفيغدور ليبرمان، وحصل على أغلبية 32 مقابل 9.
وأُقرت هذه المشاريع بالتزامن مع زيارة دبلوماسية حساسة يقوم بها نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي. فانس لإسرائيل. وفي تعليق على التصويت، قال ماعوز: "هذا زمن السيادة"، مؤكدا أن القانون يهدف إلى ترسيخ وضع المستوطنات كجزء لا يتجزأ من الدولة.
يأتي وصول روبيو إلى إسرائيل في الفترة من 22 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول، وسط إطلاق نار "هش" في غزة، للقاء كبار المسؤولين الإسرائيليين وبحث بنود المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وتشكل زيارته جزءا من حراك أمريكي مكثف يهدف لتحصين اتفاق غزة وتمهيد الطريق لتنفيذ باقي بنود خطة ترامب، ويشمل أيضا وجود نائب الرئيس جيه دي فانس، ومبعوث ترامب ستيف ويتكوف، ومستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر.
في السياق وإقليميا، قوبلت خطوة الكنيست بإدانات واسعة؛ حيث أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة واستنكار المملكة لمصادقة الكنيست، مؤكدة رفضها التام لـ "كافة الانتهاكات الاستيطانية والتوسعية"، مجددة دعمها لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
اقرأ ايضا: زيارات "روبيو" و"فانس" لإسرائيل.. مبادرات ذاتية أم قرار رئاسي؟
كما أدانت كل من وزارتي الخارجية القطرية والأردنية بشدة الخطوة، واعتبرتها تعديا سافرا على حقوق الفلسطينيين وتحديا للقانون الدولي، و خرقا واضحا وتقويضا لحل الدولتين على التوالي. ودعت الدولتان المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف الإجراءات الإسرائيلية غير الشرعية.