كشف نائب الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، تفاصيل غير مسبوقة حول إحدى أبرز الضربات خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مؤكدا أن استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان بمثابة "إنجاز استخباري وعملي".
وروى قاسم- في مقابلة خاصة مع قناة "المنار"- القصة الدقيقة وراء العملية، مشيرا إلى أن القرار كان مقصودا، إما لإصابة نتنياهو أو لإصابة منزله.
اقرأ ايضا: كاتس يهاجم جوزيف عون ويتوعد حزب الله
وأوضح قاسم أن نجاح الضربة اعتمد على مهارة أحد العناصر الميدانية، قائلا:
"أحد الإخوة في الميدان كان معه الخارطة ويعرف التوزيعات، فأخبر مسؤوله قائلا: 'إذا كان عندكم فكرة لضرب هذا المكان فأنا قادر أن أعد الإحداثية الدقيقة من أجل ضربه'. الأخ أخذ الإذن ونفذ الضربة، وكان موفقا؛ هذا الأخ قدر أن يركب الإحداثية بطريقة صحيحة."
وأضاف أن هذا المستوى من الدقة ليس استثناء بل دليل على الخبرة العالية للمدربين، مشددا على أن كل الأماكن التي استهدفوها وأرادوا إصابتها أصابوها. ولفت إلى أن الضربة استهدفت المنزل ككل ولم تكن موجهة لغرفة نوم محددة، وقد "تحققت الإصابة في المكان المستهدف".
وتطرق قاسم إلى قرار قصف تل أبيب، مبينا أنه تم بناء على "قرار سياسي" محدد، مع تأكيد على حالة "الانضباط الكبير" داخل قيادة المقاومة.
وأكد قاسم أن "حزب الله" أدار المعركة بقيادته وقرار من الشورى، نافيا بشكل قاطع أن يكون الإيرانيون هم من أداروا العمليات، وموضحا أن المرشد الإيراني علي خامنئي قدم كل أشكال الدعم، وكان يتابع مجريات المعركة بشكل تفصيلي.
وأضاف: "كنا محافظين على الدقة.. لنضمن أطول فترة ممكنة من المواجهة".
وفي سياق آخر، قدم قاسم رؤية متكاملة لـ"حزب الله" والمقاومة، قائلا إن "حزب الله" مشروع استراتيجي يلتزم بالإسلام المحمدي الأصيل، ويرى في الإسلام منهج حياة فكريا وثقافيا وسياسيا.
و شدد قاسم على أن مفهوم "الاستشهادي" لا يقتصر عليه، بل يشمل كل من في الحزب، من الخطوط الأمامية إلى العائلات التي تتحمل الصعاب.
و تحدث عن صدمة رحيل الأمين العام السابق حسن نصر الله، معترفا: "لم أكن أتوقع أن نخسر الأمين العام الثاني بهذه الفترة الوجيزة... شعرت للحظات أن حياتي انقلبت".
ونفى قاسم دور الفرد الأوحد في صنع الحزب، مؤكدا أنه لم يشعر بالوحدة أبدا، وأن القرارات تتخذ بناء على رأي جماعي بعد التشاور مع مجلس الشورى والقيادات العسكرية.
اقرأ ايضا: كاتس وأورتاغوس على حدود لبنان: أنشطة "حزب الله" تحت المجهر
كما أكد رفضه مغادرة لبنان إلى إيران خلال العدوان، معتبرا بقاءه في الميدان التزاما دينيا وأخلاقيا وضرورة للقيادة الفعالة.