تقرير إسرائيلي يكشف: هكذا اخترق الموساد حصن "نصرالله" قبيل اغتياله

مشاركة
حياة واشنطن-تقرير 12:07 م، 21 سبتمبر 2025

كشف تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن عملاء للموساد الإسرائيلي تسللوا إلى معقل "حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية، وزرعوا أجهزة تجسس في نفس المبنى الذي كان الأمين العام السابق، حسن نصرالله، يتواجد في مركز محصن تحته.

وقبيل الذكرى السنوية الأولى لاغتيال، نصرالله، أفاد تقرير الصحيفة بأن المعدات التي تم زرعها وجّهت الضربات الجوية التي أسفرت عن اغتيال زعيم الحزب مع عدد من كبار قادته وقائد قوة القدس الإيرانية في لبنان اللواء عباس نيلفروشان، في عملية "أعادت تشكيل مسار الحرب في لبنان".

اقرأ ايضا: "ألعاب مفخخة".. هكذا تقتل إسرائيل "أطفال غزة" حتى بعد وقف النار

وفي التفاصيل التي نشرتها الصحيفة العبرية، فإن فريقًا من الجواسيس تقدم عبر الأزقة الضيقة في منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت إلى "المخبأ تحت الأرض الذي يُستخدم كمقر قيادة رئيسي للتنظيم".

وأشارت الصحيفة إلى أن مهمة هؤلاء تمثلت في زرع أجهزة في نقاط محددة مسبقًا داخل المبنى الواقع فوق المجمع تحت الأرض، والذي لم يكن يعلم بوجوده سوى عدد محدود جدًا من عناصر الحماية الخاصة في حزب الله وبعض أفراد الدائرة الضيقة حول نصرالله.  

تقرير الصحيفة لفت إلى مخاطرة العملاء بحياتهم من أجل إنجاز المهمة؛ إذ كانوا يدركون تمامًا أن "وقوعهم في قبضة عناصر حزب الله يعني موتًا محتمًا"، وأن اكتشاف الأجهزة التي بحوزتهم قد يلحق بأمن إسرائيل "ضربة قاسية ومدمرة"، كما دخل عملاء الموساد إلى الضاحية تحت وابل من النيران، وقدّرت فرص نجاتهم بنسبة لا تتجاوز 50%. فبالإضافة إلى الخشية من أن يكشفهم عناصر "حزب الله"، تعرض هؤلاء لخطر الإصابة بشظايا القنابل الإسرائيلية المتساقطة في الجوار.

ونفذ العملاء مهمتهم في أيلول/سبتمبر 2024، بينما كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تقصف معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث تسللوا إلى المقر الواقع في حيّ في "حارة حريك"، حاملين طرودًا مُموهة بعناية لزرع الأجهزة في المبنى. 

وأشارت "يديعوت أحرنوت" إلى أن المعدات التي حملها العملاء كانت "وكأنها من الخيال العلمي"، وأن صناعتها أُنجزت عام 2022، أي قبل عام تقريبًا من هجوم "حماس" في 7 تشرين الأول/أوكتوبر. 

وصُممت للسماح بضربات دقيقة على أعماق متفاوتة تحت الأرض. وسعى الموساد للحصول على هذه التقنية ليس فقط لشن ضربات في لبنان، بل أيضا لشنّ ضربة محتملة على البرنامج النووي الإيراني.

وتنقل الصحيفة عن بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين قولهم إن التحضيرات لعملية أجهزة النداء السرّية "البيجرز" كانت بسيطة مقارنة بالتخطيط الذي تطلّبته مهمة العملاء التي نُفِّذت تحت وابل من النيران.

وكانت وصلت إلى الوحدة 8200 وإدارة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية معلومات استخباراتية تفيد بأن زعيم حزب الله حسن نصرالله سيعقد اجتماعًا في المقر مع قائد قوة القدس الإيرانية في لبنان، اللواء عباس نيلفروشان، ورئيس الجبهة الجنوبية في حزب الله، علي كركي، الذي كان يُنظر إليه كخليفة محتمل لنصرالله. 

اقرأ ايضا: توني بلير على باب "اليوم التالي" للحرب.. هكذا ستدار غزة عبر مؤسسة "غيتا"

وعند الساعة 6:20 من يوم الجمعة في 27 سبتمبر/أيلول 2024، أسقطت عشر طائرات مقاتلة إسرائيلية 83 قنبلة تبلغ زنة كل واحدة منها طنا على مقر نصرالله المستهدف واغتالته مع قادة آخرين.