في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل عدوانها على مدينة غزة والقطاع المحاصر، يبرز استخدام نوع جديد من الأسلحة يثير مخاوف وجدلاً واسعاً وهو "الروبوتات المتفجرة".
الجيش الإسرائيلي يتعمد تفجير آليات عسكرية قديمة عن بعد، بعد دكها بكميات كبيرة من المتفجرات، ما يجعلها إحدى أكثر التكتيات فتكاً وتدميراً وإثارة للرعب منذ بدء الحرب.
اقرأ ايضا: "ألعاب مفخخة".. هكذا تقتل إسرائيل "أطفال غزة" حتى بعد وقف النار
وبحسب مصادر فلسطينية، بدأ الجيش الإسرائيلي بإعادة توظيف ناقلات جند قديمة (أشهرها طراز M113) عبر إفراغ قمرة القيادة وإزالة المقاعد، ثم حشوها بكميات هائلة من المتفجرات وتحويلها إلى منظومة يتم التحكم بها من مسافة آمنة عن بعد، يتم تفجيرها عند الوصول إلى الأهداف داخل الأحياء السكنية.
وفي تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، كشفت منظمات أممية عن توظيف تكنولوجيا مسيرة وأدوات متطورة في منظومة الجيش الإسرائيلي، إذ تم توثيق ظهور هذه الروبوتات بكثافة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة لا سيما يعد شهر أبريل/نيسان للعام 2024، وزادت وتيرة استعمالها خلال اجتياح مدينة غزة تحت مسمى عملية "عربات جدعون 2".
وفي السياق، قال د. منير البرش، المدير العام للصحة في القطاع إن الجيش الإسرائيلي يستخدم يومياً ما بين 7 إلى 10 روبوتات، تحمل ما يقارب سبعة أطنان من المتفجرات لكل منها، بهدف تسوية الأحياء بالأرض، وتسهيل توغل القوات البرية، لما يشابه سياسة "الأرض المحروقة".
ويؤدي انفجار الروبوت الواحد إلى أضرار هائلة قطرها عشرات الأمتار، وتأثيرات جزئية تمتد لمسافات أكبر. تدمر الأبنية السكنية بشكل كامل ويتطاير حطامها لمسافات بعيدة، ما ينسجم مع مشاهد الدمار التي توثقها وسائل الإعلام.
بدورها، أفادت تقارير ميدانية، بأن الجيش الإسرائيلي يلجأ لاستعمال هذه العربات أو الروبوتات المفخخة من أجل تسوية المبان بالأرض وخلق مجال للرؤية أمام تقدم المشاة والآليات، ما يجعل التقدم أقل خطورة، كما أن ميزة التفجير عن بعد من شأنها تقليل الخسائر الإسرائيلية المباشرة بهدف حماية الجنود.
وتعليقًا على ذلك، قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي - في سؤال لشبكة بي بي سي البريطانية - : "سنستخدم وسائل مختلفة.. بعضها مبتكر جداً لحماية الجنود الإسرائيليين واستهداف إرهابيي حماس"، دون الخوض في تفاصيل استخدام هذه الروبوتات.
يأتي ذلك، في وقت أوردت فيه تقارير إعلامية كثيرة شهادات مروعة لسكان من قطاع غزة ومشاهد مصورة تصف التأثير المدمر لهذه الروبوتات "التي تحيل الأشخاص إلى فتات في لحظات .. حتى الأشلاء لا تبقى سليمة"، وفقاً لعاملين في الدفاع المدني.
اقرأ ايضا: توني بلير على باب "اليوم التالي" للحرب.. هكذا ستدار غزة عبر مؤسسة "غيتا"
وتثير هذه الروبوتات القديمة المتجددة الرعب في نفوس الغزيين، والتي كانت سبباً مباشراً دفع بالآلاف منهم إلى النزوح مؤخراً، لا سيما في مناطق من مدينة غزة، أحالتها الروبوتات حسب وصف أحد سكانها إلى "ساحة تجارب لأسلحة لم تستخدم من قبل".