عين على غزة وأخرى على الفاشر.. برك دماء وجثث في الشوارع

مشاركة
أم سودانية في الفاشر تنتظر طلقة تنهي حياتها أم سودانية في الفاشر تنتظر طلقة تنهي حياتها
حياة واشنطن-وكالات 10:23 ص، 29 أكتوبر 2025

ليلة دامية مرت على كل من غزة، القطاع الفلسطيني المنكوب، وأيضًا مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان.

في غزة، خرقت قوات الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار، وشنت، مساء أمس الثلاثاء، سلسلة غارات عنيفة، استشهد على إثرها نحو 100 فلسطيني، وأصيب المئات.

اقرأ ايضا: "حكم غزة للفلسطينيين".. اجتماع إسطنبول يرفض أي وصاية على القطاع

مصادر محلية، أفادت بأن طائرات إسرائيلية قصفت منزلاً في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، كما قصفت بعدد من صواريخ الاستطلاع محيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.

وقال: "الغارات استهدفت مخيم الشاطئ، ومحيط شارع أبو حصيرة، غرب مدينة غزة، بالإضافة إلى غارة استهدفت حي الزيتون شرق المدينة. كما قصفت مدفعية الاحتلال شرق مدينة دير البلح وسط القطاع".

فيما أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن الحكومة الإسرائيلية قررت توسيع المنطقة التي تسيطر عليها داخل قطاع غزة، في خطوة وصفت بأنها رد على هجوم نفذته حركة حماس.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الأربعاء، دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ مجددا، بعد ليلة دامية أسفرت عن استشهاد مئة مواطن فلسطيني، بينهم 35 طفلًا.

أما في السودان، وعقب حصار وحشي امتدّ 18 شهراً، أعلنت قوات الدعم السريع بسط سيطرتها الكاملة على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، التي شكّلت المعقل الأخير للجيش السوداني في دارفور (غربي البلاد)، وسط مخاوف واسعة من أن يكون شبح تقسيم السودان أقرب من أي وقت مضى، بالتزامن مع احتدام المعارك في مناطق أخرى بين طرفَي الصراع الذي بدأ في نيسان/ أبريل 2023، ولم يتوقّف حتى اللحظة.

وفيما تُتّهم قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم قتل واسعة وتنكيل وانتقام جماعي منذ إحكامها سيطرتها على الفاشر بما يرقى في رأي مراقبين إلى "تطهير عرقي"، يتهم كثيرون الجيش السوداني بالتخلّي عن الفاشر وخذلان أهلها وتسليمها بلا مقاومة للجنجويد، الاسم الآخر لـ"الدعم السريع".

وفي هذا الصدد، رصد تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية، بعض الصور الملتقطة بالأقمار الاصطناعية بعد سقوط مدينة الفاشر.

وظهرت الرمال الساخنة المحيطة بمدينة الفاشر السودانية ملطخة باللون الأحمر بدماء أكثر من ألفي مدني قُتلوا.

وتذكر الصحيفة أن برك الدماء كثيفة، وأكوام الجثث مكدسة، لدرجة أنها ترى من الفضاء بوضوح، وزعمت الميليشيات التي تدافع عن المدينة إلى جانب الجيش أن قوات الدعم السريع «ارتكبت جرائم شنيعة ضد المدنيين الأبرياء»، وقالت إن معظم القتلى من النساء والأطفال وكبار السن.

واتهمت دول إقليمية ودولية ومنظمات أممية، وتقارير محلية، «قوات الدعم السريع» بارتكاب مجازر مروعة أقرب إلى الإبادة الجماعية، في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب السودان)، التي استولت عليها بعد أكثر من عام ونصف العام من حصارها.

وحسب تقارير من الفاشر، فإن "قوات الدعم السريع" شنَّت حملة رعب في المدينة، وارتكبت فظائع لا توصف، من بينها "إعدام أكثر من 2000 مدني أعزل" منذ الأحد. كما وردت تقارير مقلقة عن انتهاكات متعددة مدعمة بصور من الأقمار الاصطناعية.

وتشير الصحيفة إلى أن أحد الفيديوهات يظهر فيها جندي طفل يقتل رجلاً بالغاً بدم بارد. ويُظهر آخر مقاتلين من قوات الدعم السريع يُعدمون مدنيين بعد لحظات من تظاهرهم بإطلاق سراحهم.

اقرأ ايضا: سيناريو التقسيم يلوح في السودان بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر

ولم يتسنَّ التأكد فوراً من إجمالي عدد القتلى، لكن صور الأقمار الاصطناعية التُقطت بعد سقوط المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع إثر حصار دام 18 شهراً أظهرت أدلة على عمليات قتل جماعي.