عقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، اجتماعاً وصفه بـ"الجيد للغاية" و"الأهم على الإطلاق"، مع قادة وممثلي ثماني دول عربية وإسلامية، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وقد ركز اللقاء الحاسم على بحث إمكانية وضع حد للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
افتتح ترامب الاجتماع بتصريح قوي ومباشر، معلناً: "هذا الاجتماع سيكون مهماً وسنبحث إنهاء الحرب وربما ننهيها الآن". وفي ختام اللقاء، أكد للصحافيين أنه عقد اجتماعاً "ناجحاً جداً بشأن غزة... إنه اجتماع جيد جداً مع قادة عظماء".
اقرأ ايضا: ترامب: الهدنة في غزة "متينة جدا".. وسأجبر حماس على نزع سلاحها
ووصف ترامب اللقاء بأنه "الأهم بالنسبة له خلال اليوم"، مشيراً إلى أنه يجمع "قادة عظماء من منطقة مهمة جداً في العالم، وهي الشرق الأوسط"، ومشدداً على الهدف: "نريد إنهاء الحرب في غزة، وسوف ننهيها، وربما ننهيها الآن".
وقبيل انعقاد الاجتماع، أعرب الرئيس الأميركي عن أمله في "أن تنتهي حرب غزة الآن، واستعادة 20 محتجزاً و38 جثة من القطاع"، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تبذل "كل الجهود لإعادة الرهائن من غزة"، مثنياً على دور قطر المحوري في جهود الوساطة.
شارك في هذا الاجتماع رفيع المستوى قادة وممثلو 8 دول عربية وإسلامية، وهم:
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عاهل الملك عبد الله الثاني، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، رئيس اندونيسيا برابوو سوبيانتو ، رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي، وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، كما حضر من الجانب الأميركي كل من وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
من جانبه، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللقاء بأنه كان "مثمراً وجيداً للغاية"، معبراً عن امتنانه وأمله في أن تكون نتيجته خيراً. وأشار إلى أن البيان الختامي للاجتماع سيتم الكشف عنه لاحقاً عبر تصريحات ترامب وأمير قطر.
وفي سياق متصل، نقلت قناة (تي.آر.تي) عن أردوغان قوله خلال اللقاء إنه لا توجد حرب في غزة "بل غزو وإبادة جماعية"، مؤكداً أن ما يجري في القطاع هو "قتل وتدمير وتهجير قسري للفلسطينيين".
أما أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فقد وجّه حديثه للرئيس ترامب قائلاً: "نجتمع اليوم ونأمل أن تقوم بكل شيء ممكن لوقف هذه الحرب، ومرة أخرى شكراً على استضافتنا". ليرد ترامب بأن "هذا ليس سهلاً"، مؤكداً: "سنعمل بشكل جاد على هذا الأمر"، ومضيفاً: "ربما سننهي شيئاً ما كان يجب أن يبدأ من الأساس".
وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية "وام" أن الاجتماع الذي شارك فيه وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد، كان يهدف إلى إجراء "محادثات متعددة الأطراف حول سبل إنهاء الحرب الدموية في غزة، والتوصل إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار"، فضلاً عن إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، واتخاذ خطوات حاسمة لمواجهة الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وقد ثمّن الوزير الإماراتي "جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب وتفادي المزيد من الخسائر في الأرواح"، مؤكداً دعم بلاده الثابت لكافة المبادرات التي تقود إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتوصل إلى تسوية سلمية تحقق السلام والاستقرار الدائمين للمنطقة بأسرها.
كما شدد الشيخ عبد الله بن زايد على أهمية تجنّب الإجراءات الأحادية التي تقوّض جهود المجتمع الدولي لتحقيق "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، داعياً إلى التصدي للتطرف والإرهاب وفرض سيادة القانون وإعلاء قيم التسامح.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الاجتماع لم يكن مجرد مباحثات عامة، بل جاء تمهيداً لتقديم مقترح سلام أميركي. وكانت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، قد أكدت أن الاجتماع سيتناول وضع غزة.
وكشف موقع "أكسيوس" (Axios) في وقت سابق، أن ترامب سيقدم لزعماء المجموعة مقترحاً للسلام يخص مستقبل الحكم في غزة بعد الحرب. وتوقّع الموقع أن ترامب سيناقش مبادئ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع ومستقبل الحكم فيه دون مشاركة حركة حماس.
اقرأ ايضا: ترامب يؤكد نشر قوة دولية في غزة قريبا وإسرائيل تنفذ سيناريو لبنان في القطاع
بالإضافة إلى تحرير المحتجزين وإنهاء الحرب، تسعى الولايات المتحدة وفقاً لـ"أكسيوس"، للحصول على موافقة الدول العربية والإسلامية على إرسال قوات عسكرية إلى غزة للمساعدة في انسحاب إسرائيل. توفير تمويل عربي وإسلامي للمرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار.