أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، أن لإسرائيل الحق في الرد و"الانتقام" رداً على مقتل أحد جنودها في قطاع غزة، وأن ذلك لن يهدد الاتفاق.
جاء ذلك بعد ليلة دامية عاشها قطاع غزة أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 100 فلسطيني، وسط مخاوف في باريس وبرلين من انزلاق المنطقة إلى الحرب مجدداً.
اقرأ ايضا: نتنياهو يوجه جيشه بتنفيذ "غارات عنيفة" على غزة.. وحماس تعلق
ومن على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه إلى كوريا الجنوبية، أكد الرئيس الأمريكي، أن إسرائيل "يجب أن ترد" على مقتل أحد جنودها في غزة، مضيفاً أن "لا شيء" سيهدد وقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت وكالة رويترز عن الرئيس الأمريكي قوله إن لإسرائيل "الحق في الانتقام"، محذراً حركة حماس من أنها "إذا لم تتصرف بالشكل الصحيح فسيتم القضاء عليها"، وذلك بعد أن انتهت المدة التي أمهلها لترامب للحركة بتسليم جثامين كل الرهائن الإسرائيليين القتلى في القطاع.
ورغم الغارات الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 100 شهيد فلسطيني، إلا أن ترامب لم ير في ذلك خرقاً للاتفاق من طرف إسرائيل، مؤكداً على أن الاتفاق "ليس مهدداً"، وأن حركة حماس "لا تعتبر إلا جزء صغير من ضمن اتفاق الشرق الاوسط".
في المقابل، حذرت عواصم أوروبية من انزلاق الأوضاع مجدداً إلى الحرب في قطاع غزة.
وعلى خلاف رأي الرئيس ترامب، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، خلال اجتماع لمجلس الوزراء في باريس، أن "وقف إطلاق النار في غزة مهدد ويجب العودة إليه في أسرع وقت ممكن".
ونقلت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية عن بارو قوله إن "العمليات العسكرية الإسرائيلية تجددت بعد هجمات حماس وبطئها في إعادة جثث الرهائن".
وأضاف الوزير الفرنسي أن أولوية باريس هي "المشاركة ضمن الإطار الذي وضعته واشنطن لإرساء الاستقرار في القطاع، والمساهمة في تشكيل لجنة فلسطينية لإدارة غزة"، على حد تعبيره.
وفي برلين، دعا وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إسرائيل إلى "ضبط النفس عسكرياً لتجنب معاناة جديدة".
وأشار الوزير الألماني إلى أن "المعلومات الأخيرة عن تجدد المعارك تقلقني بشدة"، مضيفاً أن بلاده تسعى إلى "مواكبة الخطوات التالية لخطة السلام بين إسرائيل وحماس".
وأعلنت تل أبيب، صباح الأربعاء، عودتها إلى استئناف العمل بوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
يأتي هذا الإعلان بعد ليلة دامية عاشها سكان القطاع، بفعل سلسلة من الغارات الجوية المكثفة قال الجيش إنها جاءت "رداً على مقتل جندي إسرائيلي".
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان له أنه "استهدف عشرات الأهداف الإرهابية في القطاع، وقتل أكثر من 30 عنصراً من قيادات المنظمات المسلحة، مشيراً إلى أن العملية تمت "بالتنسيق بين الجيش وجهاز الشاباك".
اقرأ ايضا: إسرائيل تخرق هدنة غزة.. غارات عنيفة تسفر عن عدد من الشهداء والجرحى
إلا أن حركة حماس نفت مسؤوليتها عن مقتل الجندي الإسرائيلي. وأكدت في بيانها أنها "ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار" وأنها لم تنفذ أي عملية ضد القوات الإسرائيلية في رفح. وأعلنت إرجاء تسليم جثة رهينة إسرائيلي كانت مقررة مساء الثلاثاء، متهمة إسرائيل بدورها بارتكاب "خروقات متكررة" للاتفاق.
