"ضم الضفة الغربية".. إسرائيل تتجاوز خطوط ترامب الحمراء

مشاركة
رام الله-حياة واشنطن 04:01 م، 27 أكتوبر 2025

في الوقت الذي هدأت فيه الحرب على قطاع غزة، تشتعل "حرب صامتة" أخرى، حيث تشهد الضفة الغربية، اعتقالات واقتحامات وقتل وتهجير، ومصادرات لأراض الفلسطينيين، إلى جانب اعتداءات يومية من المستوطنين بحق المواطنين وسط حماية مشددة من قبل قوات الجيش الإسرائيلي.

وعلى الرغم من الدعوات الدولية، وعلى رأسها الأمريكية، للتهدئة وفتح مسارات سياسية بشأن المستقبل، ما أدى على ما يبدو إلى تجميد مشروع ضم الضفة المحتلة، إلا أن الواقع اليومي في الضفة يشي بمزيد من التصعيد.

اقرأ ايضا: غوغل تحذف خط الفصل بين المغرب والصحراء الغربية

وفي إطار التصعيد، نفذ الجيش الإسرائيلي فجر الإثنين حملة مداهمات لقرى وبلدات فلسطينية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، أسفرت عن اعتقال العشرات من الفلسطينيين. وكانت مصادر ميدانية قد أوضحت أن الاقتحامات شملت مدن البيرة وأريحا وطولكرم ونابلس، فضلا عن عدد من البلدات والقرى.

كذلك قامت قوات الجيش الإسرائيلي بتجريف مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والطرق في قرية اللبن الشرقية جنوبي نابلس، كما منعت المزارعين من الوصول إلى أراضيهم لقطف الزيتون في بلدة سنجل شمالي رام الله.

ومنذ أسابيع، أفاد فلسطينيون بتعرضهم لاعتداءات متواصلة من المستوطنين أثناء قطاف محاصيل الزيتون، حيث غالبًا ما يكون الجيش الإسرائيلي متواجدًا لكنه لا يمنع الاعتداءات بحقهم. 

وشملت الاعتداءات الإسرائيلية، منع الفلسطينيين من الوصول لأراضيهم، وسرقة محاصيل الزيتون، وأحيانًا عدة اقتلاع أو حرق أشجار الزيتون.

وفضلًا عن الاعتداءات المتكررة، صادر الجيش الإسرائيلي عشرات الدونمات في مناطق مختلفة من محافظة رام الله، من خلال خمسة أوامر عسكرية تحت مسمى "أوامر وضع يد" بحجة أغراض أمنية وعسكرية، وفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.

وفي بيان لها، قالت الهيئة إن مصادرات الأراضي في الضفة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة شملت ما مجموعه 30 منطقة عازلة جميعها تتركز حول مستوطنات إسرائيلية. 

وتمنع تلك المناطق الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم المصادرة بحجة الأمر العسكري، ما يمهد الطريق إلى سيطرة دائمة عليها في المستقبل.

وفي السياق، اعتبر "عومر تسنعاني"، عقيد احتياط في الجيش الإسرائيلي ومدير الوحدة السياسية الأمنية في مؤسسة "بيرل كتسنلسون"، أن "الخط الأحمر" الذي رسمته الإدارة الأمريكية أمام مخططات الضم لا يتلاءم مع الوقائع الميدانية.

وقال تسنعاني لصحيفة "معاريف" الإثنين إن تصريحات ترامب أزالت الضم "رسميًا" عن جدول الأعمال، باعتباره عائقاً أمام السلام والتطبيع في المنطقة، لكن "الضم الفعلي يحدث فعليًا وبشكل مكثف يوميًا منذ تشكيل الحكومة الحالية".

وأضاف أن "الميدان وليس التصريحات هو ما يحدد الواقع المتغير في الضفة الغربية"، معتبرًا أن من أهداف ضم الضفة "الحؤول دون إمكانية إيجاد حل للصراع والإبقاء على حالة الحرب المستمرة مع الفلسطينيين عبر إلغاء إمكانية تقسيم البلاد".  

اقرأ ايضا: "ضم الضفة".. ترامب يهدد ونتنياهو يجمد الاقتراح لـ"إشعار آخر"

وأوضح أن "الخطوات المركزية والحاسمة في تطبيق الضم الفعلي بدأت مع نقل صلاحيات الإدارة المدنية من الجيش الإسرائيلي.. إلى بتسلئيل سموتريتش"، ما يعني أن سلطات التخطيط في الضفة باتت شبيهة بنظيرتها في إسرائيل، وبذلك تعززت السيطرة الإسرائيلية على المنطقة وبات من الصعب إمكانية تطبيق أي فصل مستقبلي.